جديد اجتماع اللجنة المغاربية المكلفة بالموارد البشرية
اعتبر السيد محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، أن الدورة الثالثة عشرة للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية تمثل مناسبة بالغة الأهمية لتقويم مسيرة العمل المغاربي المشترك في المجالات الحيوية التي تندرج ضمن اختصاصات هذه اللجنة.
وأضاف، خلال الاجتماع الوزاري للدورة الذي انعقد بالرباط يوم الأربعاء 26 دجنبر 2012، والذي حضره، إلى جانب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، وزراء التربية والتعليم بكل من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، أن هذه الدورة تشكل فرصة للتباحث وتبادل الرأي حول مستقبل المنطقة في ظل التحولات التي يعرفها العالم عامة والمنطقة المغاربية خاصة.
كما دعا إلى المزيد من التضامن والتآزر وتكثيف الجهود من أجل مواجهة الصعوبات والتحديات المطروحة على المنطقة، سيما، يضيف السيد الوزير، أن الأقطار المغاربية تتوفر على كل المؤهلات والطاقات البشرية الكفيلة بتحقيق النمو الذي تطمح إليه شعوبها.
وقال، في هذا الصدد، \"إن شعوب المنطقة سوف تحاسبنا إن لم نتحمل مسؤولياتنا الكاملة في هذا الباب، وأن المغرب ملكا وحكومة وشعبا مؤمنون إيمانا راسخا أنه بدون اتحاد مغاربي لن يتأتى لنا المضي نحو المستقبل بخطى ثابتة\".
وفي نفس السياق شدد السيد عبد اللطيف بابا أحمد وزير التربية الوطنية الجزائري، على الأهمية البالغة التي يكتسيها العنصر البشري باعتباره بعدا من الأبعاد الإستراتيجية اللازمة لبناء صرح المغرب العربي الكبير، موضحا أن العناية بالفرد المغاربي كثروة حقيقية للمجتمعات المغاربية تتطلب استغلال كل الإمكانيات والطاقات المتاحة لتكوين مواطن واع وقادر على معايشة عصره والمساهمة بدوره في بناء الحضارة الإنسانية.
من جهته، دعا منصف بن سالم، وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي، إلى تنسيق الجهود وتكثيفها لتنمية الموارد البشرية ببلدان المغرب العربي.
وأضاف، في كلمته بالمناسبة، أن التغييرات الكبيرة والمتسارعة التي يعرفها العالم اليوم تفرض على الدول تدبيرا محكما يمكنها من التصرف الجيد في قدراتها البشرية واستثمار طاقاتها في جميع الميادين، وأن المنافسة باتت تقتضي التركيز على العنصر البشري، الذي يعتبر ثروة حقيقية لمواجهة التحديات وتحقيق الرهانات.
وعن الجانب الليبي ثمن السيد محمد الفيتوري سوالم، وزير العمل والتأهيل، حصيلة أعمال اللجنة الوزارية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية. كما أكد على ثقته في وجود عزيمة مشتركة على إنجاح الدورة بما يسهم إيجابيا في دعم العمل الاتحادي المغاربي، وصولا إلى تحقيق أهدافه في تعزيز التعاون والتكامل والشراكة بين البلدان المغاربية، مشيرا إلى أن المنافسة التي يشهدها العالم في مجال استقطاب الكفاءات البشرية تجعل من تأهيل وتطوير الموارد البشرية المتوفرة حاجة ملحة وضرورة استراتيجية حاليا وفي المستقبل.
فيما عبر السيد حامد ولد حموني، الوزير الموريتاني المنتدب لدى وزير الدولة المكلف بالتعليم الأساسي عن أمله في أن تشكل هذه الدورة انطلاقة جديدة في مسار العمل المشترك في المجالات الحيوية التي تشكل عصب التنمية وأبرزها التربية والتعليم والصحة والتكوين المهني والثقافة والشباب والرياضة، معتبرا أن كل خطوة تقطعها الدول المغاربية في هذا الصدد ستسهم لا محالة في توطيد وتطوير مسيرة التكامل والاندماج المغاربي.
وبدوره أكد السيد الحبيب بن يحيى، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، على الاهتمام المغاربي المتزايد بالتنمية البشرية التي تشرف عليها سبعة مجالس وزارية، مبرزا أن \"تطوير الموارد البشرية والرقي بها هي الغاية التي يستهدفها العمل المشترك، وفق استراتيجية موضوعية\"، معتبرا أن الوقت بات مناسبا لأن تنكب اجتماعات اللجان المتخصصة المغاربية على تعميق التفكير في المستقبل المشترك لبلدان المغرب العربي في هذا المجال.
وكانت لجنة الخبراء قد انكبت في اجتماعاتها التحضرية يومي 24 و25 دجنبر 2012، على دراسة ومناقشة جدول أعمال هذه الدورة، كما ناقشت سبل تفعيل التوصيات التي خلصت إليها الدورات السابقة وترجمتها على أرض الواقع.
وأسفرت هذه الاجتماعات على نتائج هامة في عدة ميادين نذكر منها على وجه الخصوص مجال الثقافة حيث دعت اللجنة إلى تفعيل البرنامج الثقافي المعتمد في نطاق المجلس الوزاري المغاربي للشؤون الثقافية، والعمل على تنفيذ ما تبقى من هذا البرنامج قبل عقد الدورة الثالثة للمجلس المقررة في المغرب خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2013.
كما دعت اللجنة في مجال الصحة الى ضرورة استكمال الإطار القانوني الخاص بعملية الشراء المشترك للأدوية واللقاحات والأمصال.
وذكرت اللجنة، في إطار تفعيل العمل المغاربي في مجال الشباب والرياضة، بتوصيات مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد بشأن التأكيد على الطابع الاستراتيجي لموضوع الشباب وزيادة التكفل باحتياجاته وانشغالاته.
وبخصوص الوضعية الحالية للاتفاقيات المغاربية المبرمة في إطار لجنة الموارد البشرية، اوصت الأمانة العامة بمتابعة موضوع تحيين الاتفاقيات، وذلك بتكليف خبراء من ذوي الاختصاص للنظر فيها قبل عرضها على المجالس الوزارية المختصة كل فيما يخصه لملاءمتها وفق مقتضيات الواقع الحالي.
أما بخصوص الجامعة المغاربية والأكاديمية المغاربية للعلوم فقد تعهد الجانب الليبي بتوفير مقر دائم لهاتين المؤسستين في غضون سنة 2013، كما تم اعتماد دراسة حول وضعية الشباب المغاربي أشرفت على إنجازها الأمانة العامة للاتحاد.
وقد توج هذا اللقاء بتوقيع محضر الدورة من طرف السادة الوزراء، ويتضمن المحضر العديد من اللقاءات والأنشطة والندوات الهادفة إلى الارتقاء بالعنصر البشري في مختلف الأقطار المغاربية.
يشار إلى أن لجنة الموارد البشرية أنشئت بقرار من مجلس رئاسة الاتحاد وذلك في دورته الأولى، وحددت اختصاصاتها في العمل على تنمية الموارد البشرية في مجالات التربية، التعليم، الثقافة، الإعلام، التكوين، البحث العلمي، الشؤون الاجتماعية، التشغيل، الرياضة، الشبيبة، الصحة، العدل، الإقامة وتنقل الأشخاص وشؤون الجالية المغاربية.
والجدير بالذكر أن اجتماع اللجنة المقبلة ستحتضنه العاصمة الموريتانية نواكشوط وذلك خلال سنة 2014.
Ministère Education Nationale