ismagi
formations

المراهق والقيم

الاستاذ

مشرف منتدى tawjihnet.net
طاقم الإدارة
المراهق والقيم​
يرى عدد كبير من السيكولوجيين المعاصرين أن موضوع القيم ونموها يعتبر من بين أهم الموضوعات في المجال النفسي للمراهقين، لهذا فإن القيم التي يتبناها المراهق تفسر العديد من مظاهر سلوكه في هذه المرحلة.
ويؤكد عدد من الباحثين من أمثال "برجي" Breger (1962) و"كوناب" Konokap (1973) و"شووب" Schoeppe (1974) وغيرهم أن نسق القيم أو نظامه يتشكل في هذه المرحلة ويبدأ هذا النظام القيمي الكشف عن نفسه خلال مرحلة الدراسة الثانوية، كما لاحظ أن القيم تتطور خلال فترة المراهقة، وأن الأحكام الأخلاقية تعرف تغيرات هامة في هذه المرحلة بسبب التغيرات التي يعرفها الجهاز المعفري لديه Système congnitif.
كما يرى "سينجر" Singer (1954) و"ستيفلر" Stefeler (1954) و"بيرون" Peron (1973) أن القيم المرتبطة بالشغل واختيار نوعه تخضع بدورها في مرحلة المراهقة للتغيير وذلك لارتباطها بنمو الميل المهني والنضج المتعلق بها.
كما كشفت العديد من الأبحاث أن القيم من اهم الوسائل المميزة، من الوجهة النفسية للإختلافات القائمة احيانا بين جماعات المراهقين، فتجعلهم يقتربون فيما بينهم أو يتباعدون، سواء لدى جماعات الذكور أو الإناث من المراهقين.
وهكذا، فإن نتائج العديد من الدراسات الميدانية اكدت ان مفهوم القيم من المفاهيم الهامة في تحديد المظاهر البنيوية والتكوينية في شخصيات المراهقين، وخاصة منهم المراهقين التلاميذ والطلاب.
إن المكتسبات المعرفية للمراهق المتمدرس تساهم بقسط وافر في إعادة النظر في العديد من الأمور، تلك المتعلقة باتجاهاته وميوله ومعتقداته أو تلك التي ترجع إلى الحياة والظروف التي تسود مجتمعه أو تجري أو تجري فيه، مما يدفعه إلى تكوين صور جديدة قد يتقبلها أو يرفضها.
إن تفاعل المعلومات والخبرات التي يكتسبها المراهق تؤدي إذن رؤية للعالم، مختلفة عن رؤيته له وهو طفل. ففي هذه الفترة يصبح له اتجاه معين نحو الأسرة ونحو الأمور السياسية والدينية، والتشريعية وغير ذلك من القضايا والمسائل التي يتفاعل معها خلال حياته اليومية. وتقوم التي يتبناها بدور توجيه وتحديد اختياراته ومواقفه، في كل المسائل التي تعرض عليه.
1-تطور ميول الطفل والمراهق:
لقد قام "جيزل" A.Gsell بدراسة تتبعية لميول المراهقين واهتمامتهم بكثير من التفصيل والدقة في كتابه القيم "المراهق من 10 إلى 16" ولاحظ ولاحظ على طفل العاشرة بأن اللعب يشغل المكانة الأولى في حياته. وهذا يرجع إلى أن الطفل خلال هذه الفترة يملك الوسائل الخاصة للعمل والحركة، استطاع إكتسابها خلال فترة النمو في الطفولة الهادئة (الطفولة الوسطى)، ويرى "جيزل" كذلك أن الطفل خلال فترة لعبه سعيد بكل ما يصدر عنه من أفعال وحركات بسبب إحساسه بالقدرة على ضبطها والسيطرة عليها. ومن الميول لتي لدى الأطفال الذكور، يذكر "جيزل" ركوب الدراجات، وركوبه لها واستخدامها لم ؤعد يقتصر على استخدامها في الطرق والمسالك السهلة، وإنما يختار كذلك الممرات الصعبة التي تدغدغه باهتزازاتها، والبنات بدورهن في هذه السن يظهرون نفس الميل والحاجة، فالفروق بين الجنسين في هذه المرحلة تظل أمرا ثانويا. كما يملن إلى القفز على الجبل، وهو ميل يرافقهن من قبل، أما الاطفال الذكور فهم يفضلون اصطياد العصافير والسمك، علىى أن الميول إلى الأنشطة التي تتطلب الفعالية والحركة الجسمية لا تنفي الميل إلى الألعاب الداخلية او "الألعاب الغجتماعية" التي يمارسها بدورها من حين لآخر، هذا فضلا عن الميل الذي نجده لجمع قطع النقود أو أصداف البحر أو الكتب والقصص.
ويخلص "جيزال" في ملاحظاته حول ميول واهتمامات طفل العاشرة انه طفل ما يزال غير قادر على تحديد اختيارته، لعدم قدرته بعد على تحديدها وتصنيفها، كما أن انتماءه وولاءه للجماعة غير واضح، فهو لا يشعر بعد في هذه السن بالحاجة إلى الإستقلال ويعوزه معنى التنظيم الإجتماعي الذي لا يتوفر لدى الأطفال في سن العاشرة.
وعندما يبلغ الطفل سن 11 فإن نموه وتطوره يجعل اللعب لم يعد يحسن الدرجة الأولى من اهتماماته وميوله، فهذا النمو يحدث فيها تغييرا، فالإنتماء إلى جماعة باعتبارهم رفاق السن فقط يتغير. وغن كان بعض الأطفال يفضلون الخلوة والوحدة فإن غيرهم يندمجون في الإجتماعات العائلية.
ويبدأ الطفل أيضا في هذه السن يظهر القدرة على بداية مشروع وإكماله، وببلوغ الطفل الثانية عشرة، فإن تغيرات النمو الفسيولوجي التي بدأت عملها منذ سنة تقريبا تحدث تأثيرا عاما حول شهور المراهق ووعيه الذاتي، وتدفعه إلى الإرتداد نحوها، والمراهق الذي يميل إلى الإنطواء على ذاته وتامل تغيراتها لا يفقد معذلك الميل إلى الإنتماء للجماعة، هذا وإن كان يستهويه أكثر نوع من التسكع الذي لا يؤدي به إلى هدف، وغنما فقط يسير خلاله متاملا متتبعا لما طرأ عليه من تغيير، وهذا التسكع التأملي يتيح له فرصة التفكير والتصنيف والتنظيم. ورغم هذا الإنطواء على الذات واستبطانها، فالمراهق لا يبدأ في الصراع والنضال الموجه للغير، فأسلحته وأدواته ما زالت تتهيأ، ويفضل قبل ذلك الشروع في الإطلاع على آراء الغير فيه ونظرتهم إليه.
ويرى "جيزل" ان الرياضة تعطاها في هذه السن مكانة هامة، وإن كان التفوق والبروز فيها لا يتم بعد، والمراهقون الذين لا يميلون إلى الرياضة تظهر لديهم بعض المهارات العملية. وتصبح مهارة الكتابة لدى البنات أمرا تلقائيا ومفضلا، اما نوع المطالعة القصصية المفضلة في هذه المرحلة فهي القصص والحكايات المتعلقة بالمغامرات المليئة بالغرائب والعجائب. وإذا كانت ميول المراهقين الذكور-حسب جيزل- بدأت تتبلور وتتميز فإن ميول الإناث غير ذلك في هذه السن.
وفي سن الرابعة عشرة تنمو لدى المراهق القدرات الجسمية أكثر ويحس بالرغبة في اختبار قدراتها ... ففي هذه السن تبدأ ملامح الأبطال الرياضيين في الإرتسام، وبخاصة إذا وجدت العناية والتوجيه المناسب، وتظهر لدى الإناث الرغبة في التواصل مع الغير، الشيء الذي يجعلهن يفضلن المراسلة وكتابة الرسائل والإسراف أحيانا في المكالمات الهاتفية .. إلخ.
ويعتبر "جيزل" سن 15 سنة ارتداد الميول وانتكاصاها، فالمراهق لا تظهر لديه ميول جديدة بقدر ما يعمق الميول السابقة، بل كثيرا ما يفضل الإسترخاء والإستسلام للراحة، غير ان هذا لا يعني عدم ممارسته لهواياته، فهو لا يهمل رياضته المفضلة وقضاء الوقت في إصلاح قطاع الراديو والآلات المختلفة.
أما بالنسبة للإناث فإن الخياطة والحياكة والخروج في جماعات، من الأشياء المفضلة لذلك يظهر بعضهن في هذه الفترة بعض العداء للمدرسة، وكثيرا ما يغادرها بعضهم بسبب ذلك. وهذا لا يعني ان بعضهم الآخر لا يحقق توافقا شخصيا واجتماعيا.
2-البعد العقلي في شخصية المراهق:
إن النمو في فترة المراهقة لا يقتصر على التغيرات والفسيولوجية وإنما يرافق ذلك أيضا نمو في التفكير وفي القدرات العقلية المرتبطة به. فالمراهقة تتميز بأنها فترة تتميز بانها فترة "تمييز وتمايز" ونضج في مختلف قوى وأساليب السلوك العقلي والإدراكي.
إن الطفل ينمو في مختلف مراحله ونمو معه بالطبع مختلف القدرات العقلية والمعرفية، وعندما يصل به النمو إلى مرحلة المراهقة، نجد ان أساليبه العقلية تختلف عن أساليب الطفل، فهو لم يعد ذلك الشخص المعتمد على آراء الغير وأفكارهم، دون إخضاعها للبحث والتمحيص العقلي .. وخلال هذه الفترة من العمر تظهر لدى الإنسان مختلف القدرات الخاصة والميول المتعددة، كالميل إلى الرياضيات أو تعلم اللغات أو بعض الإبتكارات العلمية او الفنون التشكيلية ... إلخ. كما أن المراهق ينتقل في هذه الفترة من الإعتماد على الإذراك الحسي الذي كانت عليه طبيعة الإدراك المعرفي خلال الطفولة، إلى الإعتماد على التعلم التجريدي، يساعده على ذلك عمق نظرته وقدرته على الإستيعاب والإنتباه مدة اطول وكذا إدراك العلاقات الأكثر تجريدا، لهذا كانت هذه المرحلة من العمر العقلي تقابل مرحلة التعليم الثانوي والجامعي، مما يصادف لدى المراهق قدرة عقلية هامة لفهم واستيعاب موضوعات علمية وفلسفية ذات درجة كبيرة في التجردي Astraction. كما أن المراهق تقوى لديه القدرة على التخييل والتذكمر، وترتبط بالتذكر القدرة على الإستدعاء والتعرف، وتتميز الذاكرة على التنخييل بالإتساع في المدى الزمني والتذكر، ومرجع قوة الذاكرة هذه إلى القدرة على الإنتباه كلما كان الإنتباه قويا كلما رسخت الصور أكثر في الذاكرة.
وبازدياد قدرة المراهق على الفهم والتحليل والإستيعاب تتحول خبرات ذاكرته إلى خبرات لا تعتمد الحفظ الآلي او السرد، وغنما التذكر المنطقي الذي يعتمد الفهم وإدراك العلاقات بين الموضوعات المتطرة، واما احلام اليقظة فإنها من الظواهر الشائعة أيضا لدى المراهق، ولها وظيفةن نفسية هامة، إذا لم يتم الإفراط فيها. فهذه الاحلام تقوم بدور المواءمة والملاءمة. فعن طريق هذه الأحلام يصبح بطلا قويا في المصارعة، ويحارب وينتصر على كل من يعتدي عليه، وعن طريقها أيضا ينصف المظلومين من المجتمع ويعيد إليهم حقوقهم ومكانته.
كما يسخر المراهق هذه الأحلام في الحصول على المال والثروة التي تنقصه. إذا كان معوزا، حتى يستطيع مواجهة متطلباته المادية الملحة، في عالم معهاصر يعتمد الإستهلاك الإقتصادي، كما يوظف المراهق أيضا هذه الأحلام ليتحول من تلميذ متوسط الذكاء إلى تلميذ خارق الذكاء، يلفت انتباه جميع زملائه في القسم ويحظى برضى جميع أستاتذه .. إلخ.
هذا وتدل أبحاث بعض العلماء أمثال"بروكس" أن البيئة لها تأثير كبير على المستوى العقلي للفرد، إذ كلما كانت بيئة المراهق بالخبرات فإن ذلك يساعده على شحن ذهنه ومساعدة قدراته المختلفة على حل المشاكل العقلية المعقدة.
ويرى "بياجه" ان الذكاء يمثل اعلى درجة للتكيف العقلي، وهو الأداة التي لا غنى عنها لتحقيق أفضل تواصل للفرد مع الوسط الذي يعيش فيه، فالذكاء يعتبر نسقا من العمليات المنطقية التي تزودنا بالتوازن المتحرك والمستمر بين الفكر والعالم.
ومن هنا يتضح ما يلعبه الوسط الذي يعيش فيه المراهق من دور في تزويده بمادة البحث والمقاربة، حتى إن "بياجه" يعتبر الوسط الإجتماعي، وما يلزم به الفرد شرطا أساسيا من شروط نضج الذكاء وتطوره، فتبادل التأثير والتأثر بين الفرد ومحيطه الإجتماعي يساعد على بلورة العمليات الذهنية المنطقية التي تجتمع لتشكل طلا ملتحما يجمع أسس النسق العقلي. وهذا لا زيتم بدون الحياة الإجتماعية التي تمده بمختلف الخبرات التي يصوغها في قوالب ذهنية. ومن بين البحوث الهامة التي تناولت دور المحيط الإجدتماعي في تنمية الذكاء ما قام به كل من Heuyer وSanty في فرنسا على حوالي 100.000 شخص ينتمون إلى اوساط اجتماعية واقتصادية مختلفة، وقد بينت نتائج هذا البحث ما يلي:
هناك علاقة ترابطية بين المستويات العقلية لنوع المهنة الممارسة من قبل الوالدين والقدرة العقلية لهم، فقد احتل أبناء الصناع الدرجة الأولى، في حين احتل أبناء الفلاحين الدرجة الاخيرة. هذا بالنسبة لمختلف الأعمار وبالنسبة للجنسين معا. هذا وتزكي أبحاث "بروت" و"بيري" Brout et Berry، هذه النتائج من خلال البحث الذي قاما به في أمريكا.
ب-اتجاهات المراهقين نحو أفراد الجنس الآخر:
إن نتائج البحث الميداني الذي أجريناه على عينة من المراهقين المتمدرسين تبين كيف ان القيم والإتجاهات السائدة في الأوساط الإجتماعية في ظرف تاريخي معين تؤثر على بلورة وصياغة اتجاهات معينة لدى المراهقين نحو أفراد الجنس الآخر، إذ أظهرت نتائج البحث وجود اتجاهات سلبية لدى الذكور نحو الإناث.
ونقدم فيما يلي خلاصة نتائج البحث في هذا الموضوع:
إن المراهقين المستجوبين يظهرون تحفظا شديدا من كل علاقة تربطهم بأفراد الجنس الآخر، فحتى تبادل الأفكار والخروج للنزهة والرفقة، يعتبر أمرا غير عادي، كما أن المغامرات والخبرات الجنسية الطفولية التي يخبرها بعض المراهقين في بداية البلوغ او خلال الطفولة تعتبر في نظر المراهقين سلوكا مشينا. ومن ثمة يشعرون نجحوها بمشاعر الذنب، لقد دلت نتائج معظم الإستجابات للبطاقة رقم 13 في اختبار تفهم الموضوع على وجود مشاعر وأحاسيس بالذنب لدى المراهقين الذين يتورطون في مثل هذه العلاقات المشينة، في نظر الكثير منهم، ما دامت لم تتم بالطرق الشرعية، ومادام كلا الطرفين لم يتهيأ بعد لمثل هذه العلاقة. بل إن لفظة "الجنسية" Sexualité في جملة "إن حياتي الجنسية.. "في اختبار تكملة الجمل، أدركها جل المراهقين المفحوصين على أن مفهوم الجنسية يعني الهوية الوطنية Nationalité ولم يرد إلى ذهنهم المعنى الذي نقصده في الإختبار، مما يدل على عدم انشغال المراهقين بهذا الجانب في حياتهم الحاضرة التي تشغلهم خلالها الواجبات الدراسية.
إن الآباء في الثقافة المغربية ينظرون إلى كل لقاء يجمع الفتى بالفتاة بمفردها، على ان الشيطان يحضر معهما، كما أن اللقاءات بين الجنسين – فضلا عن انها لقاءات محاطة دائما بالريبة والشك- تصرف الطرفين عن العمل الدراسي. لهذا فإن جل الآباء يبذلون أقصى جهودهم للفصل بين الجنسين وعدم تكوين أي شكل من أشكال الصداقة بينهما. ولعل هذا الفصل بين الجنسين منذ الطفلولة له تأثير وخيم على العلاقة بينهما وعلى نظرة كل واحد واتجاهه نحو الآخر، إن كل فرد من أفراد الجنسين يظل على جهل تام بالآخر، ولذلك تأثير على طبيعة العلاقة بينهما في المستقبل عندما تجمعهما الحياة الزوجية داخل البيت.
كما بينت نتاائج البحث طبيعة العلاقات التي تتم عادة بين الرماهقين والمراهقات في بداية هذه المرحلة، فالمراهقون الذين يربطون علاقات عاطفية مع الفتيات، كثيرا ما تقتصر هذه العلاقات على مجرد ميل كل جنس إلى الجنس الآخر وتبادل الكتب معه على خلسة أفراد الأسرة في كثير من الأحيان. وكثيرا ما تترتب على هذه الرابطة، علاقة حب في شكلها الرومانسي البريء، وتشتد غيرة المراهق إذا تخلت عنه صديقه، فهو يفقد صوابه وكثيرا ما يعود إلى تقييم ذاته عندما يتعرض لموقف كهذا.
ب-اتجاهات المراهقين نحو أفراد الجنس الآخر:
إن نتائج البحث الميداني الذي أجريناه على عينة من المراهقين المتمدرسين تبين كيف أن القيم والإتجاهات السائدة في الأوساط الإجتماعية في ظرف تاريخي معين تؤثر في بلورة وصيغة اتجاهات معينة لدى المراهقين نحو أفراد الجنس الآخر، إذ أظهرت نتائج البحث وجود اتجاهات لدى الذكور نحو الإناث.
ونقدم فيما يلي خلاصة نتائج البحث في هذا الموضوع:
إن المراهقين المستجوبين يظهرون تحفظا تشددا من كل علاقة تربطهم بأفراد الجنس الآخر، فحتى تبادل الأفكار والخروج للنزهة والرفقة. يعتبر أمرا غير عادي، كما ان المغامرات والخبرات الجنسية الطفولية التي يخبرها بعض المراهقين في بداية البلوغ أو خلال الطفولة تعتبر في نظر المراهقين سلوكا مشينا، ومن ثمة يشعرون نحوها بمشاعر الذنب، لقد دلت نتائج معظم الإستجابات للبطاقة رقم 13 في اختبار تفهم الموضوع على وجود مشاعر وأحاسيس بالذنب لدى المراهقين الذين يتورطون في مثل هذه العلاقات المشينة، ؤفي نظر الكثير منهم، ما دامت لم تتم بالطرق الشرعية، وما دام كلا الطرفين لم يتهيأ بعد لمثل هذه العلاقة، بل إن لفظة "الجنسية" Sexualité في جملة "إن حياتي الجنسية ..." في اختبار تكملة الجمل، أدركها جل المراهقين المفحوصين على أن مفهوم الجنسية يعني الهوية Nationalite ولم يرد إلى ذهنهم المعنى الذي نقصده في الإختبار، مما يدل على عدم انشغال المراهقين بهذا الجانب في حياتهم الحاضرة التي تشغلهم خلالها الواجبات الدراسية.
إن الآباء في الثقافة المغربية ينظرون إلى كل لقاء يجمع الفتى بالفتاة بمفدرهما، على أن الشيطان يحضر معهما، كما أن اللقاءات بين الجنسين- فضلا عن انها لقاءات محاطة دائما بالريبة والشك- تصرف الطرفين عن العمل الدراسي. لهذا فإن جل الآباء يبذلون أقصى جهودهم للفصل بين الجنسين وعدم تكوين أي شكل من أشكال الصداقة بينهما. ولعل هذا الفصل ىبين الجنسين منذ الطفولة له تأثير وخيم على العلاقة بينهما وعلى نظرة كل واحد واتجاهه نحو الآخرين إن كل فرد من أفراد الجنسين يظل على جهل تام بالآخر، ولذلك تأثير على طبيعة العلاقة بينهما في المستقبل، عندما تجمعهما الحياة الزوجية داخل البيت.
كما بينت نتائج البحث طبيعة العلاقات التي تتم عادة بين المراهقين والمراهقات في هذه المرحلة، فالمراهقون الذين يربطون علاقات عاطفية مع الفتيات، كثيرا ما تقتصر العلاقات على مجرد ميل كل جنس إلى الجنس الآخر وتبادل الكتب معه على خلسة من */* الأسرة في كثير من الأحيان، وكثيرا من الأحيان، وكثيرا ما تترتب على هذه الرابطة علاقة حب في شكل الرومانسي البريء، وتشتد غيرة المراهق إذا تخلت عنه صديقته، فهو يفقد صوابه، وكثيرا ما يعود إلى تقييم ذاته عندما يتعرض لموقف كهذا.
 
عودة
أعلى