التوجيه المدرسي بين الرغبة المفترَضة والمسار المفروض: إشكالية تربوية قائمة
L’orientation scolaire entre désir supposé et parcours imposé : une problématique éducative persistante
محمد بكنزيز - مفتش ممتاز في التوجيه التربوي
*******
L’orientation scolaire entre désir supposé et parcours imposé : une problématique éducative persistante
محمد بكنزيز - مفتش ممتاز في التوجيه التربوي
*******
مقدمة
يشكل التوجيه المدرسي محطة محورية في المسار الدراسي للمتعلمين، إذ تتحدد على أساسه اختياراتهم للشعب والمسالك الدراسية التي تمهد لآفاق أكاديمية ومهنية مستقبلية. ويُفترض أن تقوم هذه العملية على مبدأ احترام رغبات المتعلم وتمكينه من بناء مشروعه الشخصي. غير أن الممارسة الواقعية تكشف في بعض الأحيان عن حالات يتم فيها عدم تلبية رغبة المتعلم وفرض مسالك أو شعب أخرى عليه، رغم توفره على شرط الانتقال والمعدل الأدنى للنجاح (10/20). هذا الوضع يولّد إشكالات تربوية ونفسية، ويؤكد ضرورة إعطاء الأولوية لرغبات المتعلمين.
حق المتعلم في الاختيار كدعامة بيداغوجية
تؤكد الأدبيات التربوية أنّ المتعلم فاعل أساسي في صياغة مشروعه الشخصي، وأنّ اختياراته ينبغي أن تُبنى على ميولاته وقدراته الذاتية، وليس فقط على معدلات كمية قد لا تعكس مؤهلاته الحقيقية في هذه المرحلة. فإنّ عدم احترام اختياراته يؤثر على مستقبله، والعمل على إعطاء التوجيه بعده التربوي يظل ضرورة لتحقيق تكافؤ الفرص وضمان مسار منسجم مع طموحاته.
التوجيه غير الموافق لرغبات المتعلم
في بعض الأحيان، يُسند للمتعلمين توجيه لا يتطابق مع رغباتهم، مرفوقًا بإجابات من قبيل: "قل له إدير إعادة التوجيه". وغالبًا ما تُفرض عليهم مسالك لا تتواجد بالمؤسسة الأصلية، ما يضطرهم إلى التنقل أو الانتظار إلى حين انعقاد مجالس إعادة التوجيه التي تتأخر غالبًا إلى ما بعد بداية الموسم الدراسي. وينتج عن ذلك ضياع زمن مدرسي مهم، خصوصًا في فترة اجتياز الروائز خلال شهر شتنبر.
الآثار التربوية والنفسية والمستقبلية
إنّ فرض مسلك أو شعبة مغايرة لرغبات المتعلم ينعكس سلبًا على دافعيته للتعلم، إذ يشعر بعدم الاعتراف باختياراته وميولاته. وهذا يؤدي إلى ضعف اندماجه في المسار الجديد، وربما إلى نتائج متدنية في التحصيل الدراسي. ولا يقتصر التأثير على الحاضر، بل يمتد إلى المستقبل الدراسي والمهني للمتعلم، حيث قد يجد نفسه في مسار لا يتوافق مع طموحاته، مما يزيد من احتمالية الهدر والتسرب الدراسيين، وهما من أبرز المعضلات التي تسعى المنظومة التربوية إلى محاصرتهما.
نحو توجيه تربوي قائم على الشراكة
لتجاوز هذه الممارسات، من الضروري اعتماد مقاربة تشاركية في التوجيه تقوم على:
يشكل التوجيه المدرسي محطة محورية في المسار الدراسي للمتعلمين، إذ تتحدد على أساسه اختياراتهم للشعب والمسالك الدراسية التي تمهد لآفاق أكاديمية ومهنية مستقبلية. ويُفترض أن تقوم هذه العملية على مبدأ احترام رغبات المتعلم وتمكينه من بناء مشروعه الشخصي. غير أن الممارسة الواقعية تكشف في بعض الأحيان عن حالات يتم فيها عدم تلبية رغبة المتعلم وفرض مسالك أو شعب أخرى عليه، رغم توفره على شرط الانتقال والمعدل الأدنى للنجاح (10/20). هذا الوضع يولّد إشكالات تربوية ونفسية، ويؤكد ضرورة إعطاء الأولوية لرغبات المتعلمين.
حق المتعلم في الاختيار كدعامة بيداغوجية
تؤكد الأدبيات التربوية أنّ المتعلم فاعل أساسي في صياغة مشروعه الشخصي، وأنّ اختياراته ينبغي أن تُبنى على ميولاته وقدراته الذاتية، وليس فقط على معدلات كمية قد لا تعكس مؤهلاته الحقيقية في هذه المرحلة. فإنّ عدم احترام اختياراته يؤثر على مستقبله، والعمل على إعطاء التوجيه بعده التربوي يظل ضرورة لتحقيق تكافؤ الفرص وضمان مسار منسجم مع طموحاته.
التوجيه غير الموافق لرغبات المتعلم
في بعض الأحيان، يُسند للمتعلمين توجيه لا يتطابق مع رغباتهم، مرفوقًا بإجابات من قبيل: "قل له إدير إعادة التوجيه". وغالبًا ما تُفرض عليهم مسالك لا تتواجد بالمؤسسة الأصلية، ما يضطرهم إلى التنقل أو الانتظار إلى حين انعقاد مجالس إعادة التوجيه التي تتأخر غالبًا إلى ما بعد بداية الموسم الدراسي. وينتج عن ذلك ضياع زمن مدرسي مهم، خصوصًا في فترة اجتياز الروائز خلال شهر شتنبر.
الآثار التربوية والنفسية والمستقبلية
إنّ فرض مسلك أو شعبة مغايرة لرغبات المتعلم ينعكس سلبًا على دافعيته للتعلم، إذ يشعر بعدم الاعتراف باختياراته وميولاته. وهذا يؤدي إلى ضعف اندماجه في المسار الجديد، وربما إلى نتائج متدنية في التحصيل الدراسي. ولا يقتصر التأثير على الحاضر، بل يمتد إلى المستقبل الدراسي والمهني للمتعلم، حيث قد يجد نفسه في مسار لا يتوافق مع طموحاته، مما يزيد من احتمالية الهدر والتسرب الدراسيين، وهما من أبرز المعضلات التي تسعى المنظومة التربوية إلى محاصرتهما.
نحو توجيه تربوي قائم على الشراكة
لتجاوز هذه الممارسات، من الضروري اعتماد مقاربة تشاركية في التوجيه تقوم على:
- مسؤولية المتعلم: الاعتراف بحقه في الاختيار وتحميله مسؤولية نتائجه.
- مواكبة الأسرة: إشراك أولياء الأمور في الحوار التوجيهي وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لأبنائهم.
- دور مجالس التوجيه: تجنب فرض مسالك بديلة دون مبررات واضحة، واعتماد التوجيه كأداة لتحقيق المشروع الشخصي للمتعلم.
خاتمة
يبقى التوجيه المدرسي عملية أساسية في بناء شخصية المتعلم وصياغة مشروعه الدراسي والمهني. غير أن عدم تلبية رغباته وفرض مسارات أخرى عليه يُضعف دافعيته، ويؤدي إلى هدر زمني وتربوي، وقد يفتح الباب أمام الهدر والتسرب الدراسيين. ومن ثمة، فإنّ الطريق نحو توجيه فعّال يقتضي إرساء مقاربة تشاركية تحترم اختيارات المتعلمين، وتدعم مسؤوليتهم في رسم مستقبلهم الدراسي والمهني.
محمد بكنزيز
مفتش ممتاز في التوجيه التربوي متقاعد
أكادير في: 26 سبتمبر 2025