مستقبل مهمة الاستشارة والتوجيه التربوي
في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي
		
		
	
	
		 
	
في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي
مقدمة
يشهد العالم اليوم طفرة غير مسبوقة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مما أحدث تغييرات جوهرية في أساليب العمل والتواصل والتعلم. وقد مسَّ هذا التحول جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع التربية والتكوين، الذي يعدّ من أكثر المجالات تأثراً بهذه الثورة الرقمية. ومن ثمّ، فإنّ مهمة الاستشارة والتوجيه التربوي ليست بمنأى عن هذا التحول، إذ يتعيّن عليها أن تتطور وتتكيف لتواكب المستجدات، وتحافظ في الوقت نفسه على بعدها الإنساني والتربوي الأصيل.
1. التحول الرقمي وتحديات مهنة التوجيه التربوي
أصبحت الرقمنة جزءاً لا يتجزأ من المنظومة التربوية، حيث تتطور أدوات التعليم والتقويم والإدارة بسرعة مذهلة. وفي هذا السياق، تواجه مهمة المستشار في التوجيه التربوي تحدياً مزدوجاً:
من جهة، ضرورة فهم واستيعاب التطورات التقنية التي تغير أنماط التعلم والعمل، ومن جهة أخرى، ضمان ألا يتحول التوجيه إلى عملية آلية جامدة خالية من البعد الإنساني.
إنّ هذه التحولات تفرض على المستشارين التربويين تطوير مهارات جديدة في مجال تحليل البيانات، واستثمار المنصات الرقمية، واستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لا كبديل للإنسان.
2. إدخال برامج تكوينية جديدة مسايرة لهذا التطور
إن مواكبة المستجدات التكنولوجية تقتضي تجديد منظومة التكوين الخاصة بالمستشارين في التوجيه التربوي. فينبغي أن تتضمن هذه البرامج محاور تهمّ الذكاء الاصطناعي في التعليم، والتوجيه الرقمي، وتحليل البيانات الكبرى المتعلقة بالمتعلمين، واستخدام البرمجيات التنبؤية في رصد الميولات الدراسية والمهنية.
كما يجب أن يُدرّب المستشارون على استخدام أدوات الواقع الافتراضي والمعزز، ومنصات التواصل المهني، وأن يُمنحوا فرصاً لتبادل التجارب الرقمية بين المؤسسات الوطنية والدولية.
3. المعرفة الدقيقة بالتحول التكنولوجي والرقمي
لا يمكن للمستشار التربوي أن يواكب التطور ما لم يكن على وعي دقيق بطبيعة التحول الرقمي وتأثيره في سوق الشغل والمهن المستقبلية. فالكثير من المهن التقليدية آيلة إلى الزوال، وأخرى جديدة في طور الظهور، مما يستوجب التوفر على ثقافة رقمية عميقة، ومعرفة بمتطلبات المهن المستقبلية، ومهارات القرن الحادي والعشرين (التفكير النقدي، الإبداع، التكيف، التواصل...).
من هنا، يصبح من الضروري أن يضطلع المستشار بدور الوسيط بين التطور التكنولوجي واحتياجات المتعلم، في ضوء المستجدات المحلية والعالمية.
4. أهمية البعد الإنساني في مهمة التوجيه
رغم كل ما أتاحه الذكاء الاصطناعي من إمكانيات تحليل دقيقة وسريعة، إلا أنه لا يمكن أن يعوض البعد الإنساني في التوجيه. فالمتعلم في حاجة إلى الإصغاء، والتفهم، والدعم النفسي والاجتماعي، وهي جوانب لا يمكن للآلة أن توفرها.
إنّ دور المستشار هنا يتعزز أكثر من أي وقت مضى، إذ يصبح ركيزة أساسية في الاستشارة والمساعدة التربوية والوجدانية للمتعلمين، خاصة في ظل ضغوط الحياة الرقمية والتحديات النفسية المرتبطة بها.
5. إعادة النظر في مهام المستشارين ضمن المنظومة التربوية
تفرض الثورة الرقمية إعادة تحديد أدوار ومهام المستشارين في التوجيه التربوي. فإلى جانب المهام الكلاسيكية المرتبطة بالاستشارة والمساعدة، يجب أن يُسند إليهم دور استشاري في التحول الرقمي للمدارس، والمساهمة في تطوير استراتيجيات رقمية تربوية تراعي خصوصيات المتعلمين.
كما ينبغي أن يُدمج المستشار ضمن فرق العمل الرقمية، وأن يشارك في بلورة المشاريع المندمجة للتوجيه الافتراضي، وأن يكون له حضور فعّال في المنصات الرقمية الوطنية والجهوية للتوجيه.
خاتمة
إنّ التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي واقع لا يمكن تجاهله، بل ينبغي الاستعداد له من الآن بتكوين مستشارين تربويين قادرين على التكيف والإبداع في بيئة رقمية متغيرة. ومهما بلغت التكنولوجيا من دقة وذكاء، فإنها لن تعوض دور الإنسان في الاستشارة والمساعدة النفسية والاجتماعية والتربوية.
إنّ مستقبل مهمة الاستشارة والتوجيه التربوي يكمن في قدرتها على الدمج الذكي بين التقنية والإنسانية، بين التحليل الرقمي والقيم التربوية، حفاظاً على مكانتها الريادية داخل منظومة التربية والتكوين.
توصيات عملية
1. تحديث برامج التكوين الأساسية والمستمرة للمستشارين في التوجيه التربوي، لتشمل مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتدبير البيانات التربوية.
2. إحداث منصات رقمية وطنية تفاعلية تُمكّن المستشارين من التواصل الفوري مع المتعلمين وأوليائهم، وتبادل الخبرات والتجارب المهنية.
3. إدماج التوجيه الرقمي ضمن سياسات التحول الرقمي للمنظومة التربوية، مع ضمان بعده الإنساني والتربوي.
4. تشجيع البحث التربوي والابتكار في مجال التوجيه الذكي، بما يسهم في تطوير أدوات استشارية رقمية موجهة.
5. تعزيز دور المستشار في الدعم النفسي والاجتماعي لمواكبة آثار التحول الرقمي على المتعلمين، وضمان توازنهم العاطفي والمعرفي في عصر الذكاء الاصطناعي.
يشهد العالم اليوم طفرة غير مسبوقة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مما أحدث تغييرات جوهرية في أساليب العمل والتواصل والتعلم. وقد مسَّ هذا التحول جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع التربية والتكوين، الذي يعدّ من أكثر المجالات تأثراً بهذه الثورة الرقمية. ومن ثمّ، فإنّ مهمة الاستشارة والتوجيه التربوي ليست بمنأى عن هذا التحول، إذ يتعيّن عليها أن تتطور وتتكيف لتواكب المستجدات، وتحافظ في الوقت نفسه على بعدها الإنساني والتربوي الأصيل.
1. التحول الرقمي وتحديات مهنة التوجيه التربوي
أصبحت الرقمنة جزءاً لا يتجزأ من المنظومة التربوية، حيث تتطور أدوات التعليم والتقويم والإدارة بسرعة مذهلة. وفي هذا السياق، تواجه مهمة المستشار في التوجيه التربوي تحدياً مزدوجاً:
من جهة، ضرورة فهم واستيعاب التطورات التقنية التي تغير أنماط التعلم والعمل، ومن جهة أخرى، ضمان ألا يتحول التوجيه إلى عملية آلية جامدة خالية من البعد الإنساني.
إنّ هذه التحولات تفرض على المستشارين التربويين تطوير مهارات جديدة في مجال تحليل البيانات، واستثمار المنصات الرقمية، واستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لا كبديل للإنسان.
2. إدخال برامج تكوينية جديدة مسايرة لهذا التطور
إن مواكبة المستجدات التكنولوجية تقتضي تجديد منظومة التكوين الخاصة بالمستشارين في التوجيه التربوي. فينبغي أن تتضمن هذه البرامج محاور تهمّ الذكاء الاصطناعي في التعليم، والتوجيه الرقمي، وتحليل البيانات الكبرى المتعلقة بالمتعلمين، واستخدام البرمجيات التنبؤية في رصد الميولات الدراسية والمهنية.
كما يجب أن يُدرّب المستشارون على استخدام أدوات الواقع الافتراضي والمعزز، ومنصات التواصل المهني، وأن يُمنحوا فرصاً لتبادل التجارب الرقمية بين المؤسسات الوطنية والدولية.
3. المعرفة الدقيقة بالتحول التكنولوجي والرقمي
لا يمكن للمستشار التربوي أن يواكب التطور ما لم يكن على وعي دقيق بطبيعة التحول الرقمي وتأثيره في سوق الشغل والمهن المستقبلية. فالكثير من المهن التقليدية آيلة إلى الزوال، وأخرى جديدة في طور الظهور، مما يستوجب التوفر على ثقافة رقمية عميقة، ومعرفة بمتطلبات المهن المستقبلية، ومهارات القرن الحادي والعشرين (التفكير النقدي، الإبداع، التكيف، التواصل...).
من هنا، يصبح من الضروري أن يضطلع المستشار بدور الوسيط بين التطور التكنولوجي واحتياجات المتعلم، في ضوء المستجدات المحلية والعالمية.
4. أهمية البعد الإنساني في مهمة التوجيه
رغم كل ما أتاحه الذكاء الاصطناعي من إمكانيات تحليل دقيقة وسريعة، إلا أنه لا يمكن أن يعوض البعد الإنساني في التوجيه. فالمتعلم في حاجة إلى الإصغاء، والتفهم، والدعم النفسي والاجتماعي، وهي جوانب لا يمكن للآلة أن توفرها.
إنّ دور المستشار هنا يتعزز أكثر من أي وقت مضى، إذ يصبح ركيزة أساسية في الاستشارة والمساعدة التربوية والوجدانية للمتعلمين، خاصة في ظل ضغوط الحياة الرقمية والتحديات النفسية المرتبطة بها.
5. إعادة النظر في مهام المستشارين ضمن المنظومة التربوية
تفرض الثورة الرقمية إعادة تحديد أدوار ومهام المستشارين في التوجيه التربوي. فإلى جانب المهام الكلاسيكية المرتبطة بالاستشارة والمساعدة، يجب أن يُسند إليهم دور استشاري في التحول الرقمي للمدارس، والمساهمة في تطوير استراتيجيات رقمية تربوية تراعي خصوصيات المتعلمين.
كما ينبغي أن يُدمج المستشار ضمن فرق العمل الرقمية، وأن يشارك في بلورة المشاريع المندمجة للتوجيه الافتراضي، وأن يكون له حضور فعّال في المنصات الرقمية الوطنية والجهوية للتوجيه.
خاتمة
إنّ التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي واقع لا يمكن تجاهله، بل ينبغي الاستعداد له من الآن بتكوين مستشارين تربويين قادرين على التكيف والإبداع في بيئة رقمية متغيرة. ومهما بلغت التكنولوجيا من دقة وذكاء، فإنها لن تعوض دور الإنسان في الاستشارة والمساعدة النفسية والاجتماعية والتربوية.
إنّ مستقبل مهمة الاستشارة والتوجيه التربوي يكمن في قدرتها على الدمج الذكي بين التقنية والإنسانية، بين التحليل الرقمي والقيم التربوية، حفاظاً على مكانتها الريادية داخل منظومة التربية والتكوين.
توصيات عملية
1. تحديث برامج التكوين الأساسية والمستمرة للمستشارين في التوجيه التربوي، لتشمل مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتدبير البيانات التربوية.
2. إحداث منصات رقمية وطنية تفاعلية تُمكّن المستشارين من التواصل الفوري مع المتعلمين وأوليائهم، وتبادل الخبرات والتجارب المهنية.
3. إدماج التوجيه الرقمي ضمن سياسات التحول الرقمي للمنظومة التربوية، مع ضمان بعده الإنساني والتربوي.
4. تشجيع البحث التربوي والابتكار في مجال التوجيه الذكي، بما يسهم في تطوير أدوات استشارية رقمية موجهة.
5. تعزيز دور المستشار في الدعم النفسي والاجتماعي لمواكبة آثار التحول الرقمي على المتعلمين، وضمان توازنهم العاطفي والمعرفي في عصر الذكاء الاصطناعي.
محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي
 
	

