إمكانيات إعادة التوجيه وتأثيرها على تكافؤ الفرص بين الشعب والمسالك العلمية
محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي
		
		
	
	
		 
	
محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي
مقدمة
تُعدّ إعادة التوجيه المدرسي آلية تربوية هادفة، تمنح المتعلم فرصة ثانية لاختيار المسلك الدراسي الأنسب لقدراته وميولاته، في إطار مرونة المنظومة التعليمية المغربية. غير أنّ هذه الإمكانية، رغم أهميتها البيداغوجية، أصبحت تثير نقاشًا واسعًا حول مدى إنصافها وتأثيرها على مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين، خاصة عندما تتعلق بالانتقال بين المسالك العلمية المتقاربة، مثل الانتقال من العلوم الرياضية إلى العلوم الفيزيائية.
1. مفهوم إعادة التوجيه وأهدافها التربوية
تهدف إعادة التوجيه إلى تصحيح مسار المتعلم الدراسي وتمكينه من متابعة دراسته في مسلك يتلاءم مع قدراته، رغباته، وتوجهاته المستقبلية. وهي عملية ترافقها مواكبة تربوية واستشارية قصد الحد من الهدر الدراسي وتوجيه المتعلم نحو النجاح والتوازن النفسي.
لكن، في الممارسة الميدانية، تظهر بعض الاختلالات التي تمس تكافؤ الفرص بين المتعلمين داخل الشعب والمسالك العلمية، بسبب تباين المضامين والمقررات الدراسية بين السنة الأولى والثانية من سلك البكالوريا.
2. معايير إعادة التوجيه
تخضع عملية إعادة التوجيه لجملة من المعايير التربوية والتنظيمية التي تهدف إلى ضبط العملية وتحقيق الإنصاف بين المتعلمين، ومن أبرزها:
تُعدّ إعادة التوجيه المدرسي آلية تربوية هادفة، تمنح المتعلم فرصة ثانية لاختيار المسلك الدراسي الأنسب لقدراته وميولاته، في إطار مرونة المنظومة التعليمية المغربية. غير أنّ هذه الإمكانية، رغم أهميتها البيداغوجية، أصبحت تثير نقاشًا واسعًا حول مدى إنصافها وتأثيرها على مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين، خاصة عندما تتعلق بالانتقال بين المسالك العلمية المتقاربة، مثل الانتقال من العلوم الرياضية إلى العلوم الفيزيائية.
1. مفهوم إعادة التوجيه وأهدافها التربوية
تهدف إعادة التوجيه إلى تصحيح مسار المتعلم الدراسي وتمكينه من متابعة دراسته في مسلك يتلاءم مع قدراته، رغباته، وتوجهاته المستقبلية. وهي عملية ترافقها مواكبة تربوية واستشارية قصد الحد من الهدر الدراسي وتوجيه المتعلم نحو النجاح والتوازن النفسي.
لكن، في الممارسة الميدانية، تظهر بعض الاختلالات التي تمس تكافؤ الفرص بين المتعلمين داخل الشعب والمسالك العلمية، بسبب تباين المضامين والمقررات الدراسية بين السنة الأولى والثانية من سلك البكالوريا.
2. معايير إعادة التوجيه
تخضع عملية إعادة التوجيه لجملة من المعايير التربوية والتنظيمية التي تهدف إلى ضبط العملية وتحقيق الإنصاف بين المتعلمين، ومن أبرزها:
- اجتياز نفس الامتحان الجهوي المعتمد في المسلك المطلوب.
- البنية التربوية للمؤسسة ومدى توفر الأقسام والشعب المناسبة
- عدد المقاعد الشاغرة في المسلك المستهدف.
- نقط المواد المؤهلة (التي تختلف حسب الشعب والمسالك).
- المعدل السنوي العام المحصل عليه في السنة السابقة.
ورغم وجاهة هذه المعايير، إلا أنها قد تؤدي أحيانًا إلى تفاوت في النتائج النهائية بين المتعلمين، خصوصًا في الشعب العلمية.
3. آثار إعادة التوجيه على تكافؤ الفرص
يظهر التفاوت بشكل جلي في نتائج امتحانات البكالوريا، إذ غالبًا ما يحصل المتعلمون الذين أعيد توجيههم من العلوم الرياضية إلى العلوم الفيزيائية على معدلات مرتفعة مقارنة بزملائهم الذين تابعوا دراستهم في المسلك ذاته منذ البداية.
ويعود ذلك إلى امتلاكهم قاعدة معرفية أوسع في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، مما يمنحهم امتيازًا عن الآخرين في التقييم النهائي.
هذا الوضع يؤثر سلبًا على مبدأ تكافؤ الفرص ويخلق نوعًا من الإحساس بعدم الإنصاف لدى المتعلمين الآخرين الذين يجدون أنفسهم في منافسة غير متكافئة
4. الانعكاسات التربوية والنفسية على المتعلمين والمسالك
تترتب عن هذا الوضع انعكاسات متعددة، منها:
3. آثار إعادة التوجيه على تكافؤ الفرص
يظهر التفاوت بشكل جلي في نتائج امتحانات البكالوريا، إذ غالبًا ما يحصل المتعلمون الذين أعيد توجيههم من العلوم الرياضية إلى العلوم الفيزيائية على معدلات مرتفعة مقارنة بزملائهم الذين تابعوا دراستهم في المسلك ذاته منذ البداية.
ويعود ذلك إلى امتلاكهم قاعدة معرفية أوسع في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، مما يمنحهم امتيازًا عن الآخرين في التقييم النهائي.
هذا الوضع يؤثر سلبًا على مبدأ تكافؤ الفرص ويخلق نوعًا من الإحساس بعدم الإنصاف لدى المتعلمين الآخرين الذين يجدون أنفسهم في منافسة غير متكافئة
4. الانعكاسات التربوية والنفسية على المتعلمين والمسالك
تترتب عن هذا الوضع انعكاسات متعددة، منها:
- العزوف عن مسلك العلوم الرياضية لاعتقاد المتعلمين أن بإمكانهم لاحقًا الانتقال إلى مسالك أخرى والحصول على نتائج أفضل.
- تراجع الإقبال على أقسام العلوم الرياضية، التي لا يتجاوز عدد المتعلمين فيها في الغالب عشرين متعلمًا في القسم.
- إحساس بعدم الإنصاف الدراسي لدى المتعلمين في الشعب والمسالك الأخرى، مما ينعكس سلبًا على دافعيتهم للتحصيل.
- اختلال في البنية التربوية للمؤسسات التعليمية نتيجة انخفاض أعداد التلاميذ في بعض المسالك وارتفاعها في أخرى، مما يؤثر على البرمجة البيداغوجية وتوزيع الموارد البشرية.
5. الحاجة إلى مراجعة المذكرات المنظمة لإعادة التوجيه
إن الممارسة التربوية اليوم تُبرز ضرورة إعادة النظر في المذكرات المنظمة لإعادة التوجيه، بما يضمن تكافؤ الفرص والإنصاف بين جميع المتعلمين.
فالنظام الحالي، رغم مرونته، يحتاج إلى آليات أكثر دقة تراعي خصوصية كل مسلك، وتحد من استغلال إعادة التوجيه كوسيلة لتحسين المعدلات فقط.
كما ينبغي التفكير في حماية مسلك العلوم الرياضية من الهجرة نحو مسالك أخرى، حفاظًا على مكانته المتميزة ودوره في تكوين كفاءات علمية عالية المستوى.
خاتمة
تبقى إعادة التوجيه حقًا تربويًا مشروعًا يهدف إلى تصحيح مسار المتعلم الدراسي ومساعدته على تحقيق طموحاته الأكاديمية والمهنية. غير أن تطبيقها بصيغتها الحالية، خاصة بين المسالك العلمية، يؤدي إلى اختلالات تمس مبدأ تكافؤ الفرص، وتدفع بعض المتعلمين إلى مغادرة العلوم الرياضية نحو الشعب والمسالك الأخرى، بحثًا عن معدلات مرتفعة.
لذلك، فإن مراجعة الضوابط التنظيمية والمذكرات المؤطرة لهذه العملية باتت ضرورة لضمان التوازن والإنصاف داخل المنظومة التعليمية.
توصيات
1. تعزيز الدعم التربوي داخل مسلك العلوم الرياضية لتشجيع المتعلمين على الاستمرار بدل الانتقال.
2. إرساء نظام للمواكبة الاستشارية قبل وبعد إعادة التوجيه لتوضيح الآثار الأكاديمية والمهنية للقرار
3. إحداث توازن في توزيع المتعلمين بين الشعب بما يحافظ على بنية المؤسسات وجودة التكوين.
 
	

