ismagi
formations

صعوبة اتخاد قرار التوجيه...قصص وعبر من توجيه نت

الاستاذ

مشرف منتدى tawjihnet.net
طاقم الإدارة
مقال متوصل به عبر بريد موقع توجيه نت
من أجل النشر وتعميم الفائدة
الشكر الجزيل لعضوتنا : مريم سرير
صعوبة اتخاد قرار التوجيه...قصص وعبر من توجيه نت
Orientation : Prendre la décision
صعوبة اتخاد قرار التوجيه...قصص وعبر من توجيه نت.jpg

السلام عليكم
كنت ادرس في السنة الثالثة إعدادي وكنت تلميذة متوسطة لكنني كنت دائما ما أميل لكل ماهو ادبي (لغات ،روايات،...) وذات يوم زارنا الموجه حيث انه شرح لنا الآفاق الدراسية مابعد السنة الثالثة إعدادي وانه علينا اختيار احد هذه الآفاق عند نهاية السنة الدراسية من اجل متابعة دراستنا الثانويه به والجامعية ايضا لما لا إلا أنه اكد لنا بأن هذا الاختيار يجب ان يلبي طموحاتنا وميولاتنا الدراسية مما سيؤدي إلى تفوقنا وممارستنا لدراستنا ولعملنا فيما بعد بكل شغف وبدون ملل ،

المهم إستمرت الحصص التوجيهية وكل حصة كانت تناقش تخصص معين (شروط الولوج، الأماكن التي يدرس بها ذلك التخصص...) حتى اقترب موعد نهاية السنة الدراسية ،وفي يوم من الأيام جاء الموجه مرة أخرى لكن هذه المرة معه اوراق وزعها علينا وامرنا بملئها في المنزل ، نعم انها اوراق اختيار الشعبة التي سنتابع بها دراستنا الثانويه ،رن الجرس وعدت للمنزل وانا حاملة معي تلك الورقة وفي طريقي صادفت فتاة اعرفها منذ زمن بعيد فسألتني عن الورقة فاخبرتها انها للتوجيه فسألتني مرة اخرى ماذا ستختارين؟ فأجبتها بكل حماس سوف اختار الادب إنه ميولي وشغفي وتابعت لها انا لا احب العلوم على الرغم من انه يفيدنا كثيرا في الحياة إلا أنني لا اشعر بالرغبة في دراسته ادرسه فقط من أجل النجاح لا غير ولكن الآن وبعد إختياري لشعبة الادب سوف ادرس شئ ارغب في دراسته واستطيع التفوق فيه ايضا فقالت بسخرية احقا تودين اختيار الادب الشعبة التي لا آفاق لها ولا عمل بعدها واخبرتني ايضا عن قصص اناس لا مستوى لهم في المواد العلمية ومع ذلك إختارو شعبة العلوم وهم الآن موظفين وبأجرة جيدة هنا ذهبت الفتاة وتركتني تائهة بين طريقين الاول يقودني لشغفي لكن دون عمل والثاني يقودني لعمل دون شغف

وصلت المنزل واستشرت الاسرة فأجابو انت تدرسين وانت تعرفين الافضل ونحن سنساندك في جميع الاحوال وهنا زادت حيرتي فانا الآن الوحيدة المسؤولة عن إختياري وبعد تفكير طويل قررت ان اعمل بنصيحة صديقتي وان اختار شعبة ليست لي اليوم من اجل عمل يعجب الناس في الغد. نجحت في هذا التخصص في السنتين الاولى و الثانية لكن في السنة الثالثة بدات الصعوبات فانتم تعلمون السنة الثالثة ثانوي هي سنة إشهادية و مصيرية وبالطبع ستكون صعبة مقارنة مع السنوات الماضية لم احصل على معدل جيد في الدورة الاولى ولا الثانية ولا حتى في الامتحان فرسبت تلك السنة، كان الامر صعب علي فانا طيلة مسيرتي الدراسية لم أرسب قط حتى انني في الإبتدائي دائما أحصل على الرتبة الاولى ولكن ما قدر الله وما شاء فعل لم اقف هنا فحسب اعدت السنة كان شيئا لم يكن فقررت ان اساعد نفسي بحصص الدعم والتي ساعدتني كثيرا وتطورت عن السنة السابقة اصبحت اريد فقط النجاح لا التفوق إلا انني لم احصل على العلامة كاملة فحصلت على إستدراكية مما جعلني اشعر بالتعب والاحباط وعدم الرغبة في العمل ولا الاستعداد للامتحان إلاأن اسرتي الصغيرة كانت ملحة على ذلك ولكن مرة اخرى رسبت فقررت الانقطاع عن الدراسة بصفة نهائية الى ان زارنا بعض افراد العائله فسألوني ما إن كنت ساعود للدراسة فأجبتهم بالنفي فقلقو مني جدا وقالو"انت لازلت صغيرة ولازال العمر كله أمامكي"فاجبت بكل قلق "قد حاولت وحاولت لكن دون جدوى"فقالوا "وستحاولين الى ان تبلغي مرادكي"وبعد نقاش طويل إقتنعت بالعودة للدراسة وقررت ان اقوم بحصص دعم ايضا لكن هذه المرة هذه الحصص ليست لي بل هي لفائدة ابناء جيراننا الذين يدرسون في الإبتدائي والاعدادي ،كنت أدرسهم وأتقاضا اجرا بسيطا على ذلك مما ساعدني على تنمية ثقتي بنفسي أولا وتغيير رؤيتي للامور ثانيا ؛

أصبحت مسؤولة اكثر ،أعرف كيف اتعامل مع مادة صعبة (أبسطها كما ابسط عمليات الجمع والطرح لأبناء جيراننا ) وهكذا تطور مستواي في الفيزياء ،علوم الحياة والارض ،الفلسفة،الإنجليزية و في الكتابة ايضا ولم اعد ابالي لضعفي في الرياضيات لكنني كنت احاول معه رغم صعوبته فكنت في الدورة الاولى ضمن الأوائل وحصلت على معدل 15 مما شجعني للعمل اكثر وفعلا وبعد كل هذا التعب اخيرا حصلت على شهادة البكالوريا وفي الدورة العادية على الرغم من انها لم تكن بميزة جيدة إلا انها كانت افضل ميزة بالنسبة لي فهي فرحة تأجلت لسنوات واخيرا استطيع ان اعيد الإختيار وان اختار شغفي من جديد وانا قد اخترت هذه المرة حسب قناعاتي لا حسب قناعات الاخرين نعم إخترت كلية الادب وبالضبط الدراسات الانجليزية .​

نحن نختلف ، قدراتنا تختلف وميولاتنا أيضا فليختر كل واحد منا مايتلاءم و شخصيته لا مع شخصية إنسان آخر فالتجربة واحدة لكن تختلف النتيجة باختلاف ظروفها.
 
عودة
أعلى