Concours Commun UM6SS 2025-2026
ismagi

الفرق بين التوجيه التربوي والمدرسي والجامعي والتوجيه المهني محمد بكنزيز

الاستاذ

مشرف منتدى tawjihnet.net
طاقم الإدارة
الفرق بين التوجيه التربوي والمدرسي والجامعي والتوجيه المهني
La différence entre l'orientation éducative, scolaire et universitaire, et l'orientation professionnelle
محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي
الفرق بين التوجيه التربوي والمدرسي والجامعي والتوجيه المهني محمد بكنزيز.jpg
مقدمة
يشكل التوجيه بمختلف أنواعه (التربوي، المدرسي، الجامعي، والمهني) ركيزة أساسية في بناء المسارات الدراسية والمهنية للمتعلمين والمتدربين. فبقدر ما يكون التوجيه ذكياً وناجعاً ومتكاملاً، بقدر ما يساهم في رسم مستقبل الأفراد والمجتمع.

وإذا كان التوجيه التربوي، المدرسي والجامعي يعنى باختيار الشعب والمسالك الدراسية، فإن التوجيه المهني يركز على تكوين الكفاءات المهنية وتأهيلها لسوق الشغل.

ومع التحولات التي يعرفها قطاع التكوين المهني في المغرب، أصبح من الضروري أن يتوفر المستشار في التوجيه التربوي على معرفة واسعة بالمهن والمجالات المهنية، وضبط آليات التوجيه الذكي في زمن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، ضمانًا لتوجيه ناجع ومتكامل ومتجدد.

1. التوجيه التربوي: المفهوم والمهام
يرتبط التوجيه التربوي بمواكبة المتعلمين خلال مسارهم الدراسي ومساعدتهم على اتخاذ قراراتهم في اختيار الشعب والمسالك التعليمية، سواء في التعليم الثانوي أو الجامعي.

ويعمل المستشار في التوجيه التربوي على تقديم المعلومات الدقيقة حول المسالك الدراسية، وشروط الولوج، والجسور الممكنة بين المسالك، والآفاق المستقبلية لكل منها.

كما يساهم في بناء المشروع الشخصي للمتعلم عبر استكشاف ميولاته وقدراته ورغباته وتطوير كفاءاته المعرفية والشخصية، مع الاستعانة بمختلف الروائز والأدوات النفسية والتربوية لقياس الميولات والقدرات، دون إغفال الدور الإنساني للمستشار التربوي في الإصغاء والتوجيه والمرافقة.

2. التوجيه المدرسي والجامعي: نحو مسارات دراسية منفتحة وذكية
يُعتبر التوجيه المدرسي والجامعي امتدادًا متكاملاً للعملية التربوية، إذ يُعنى بتوجيه المتعلمين نحو الشعب العلمية أو الأدبية أو التقنية أو المهنية في مرحلة الثانوي التأهيلي، ثم نحو المسالك الجامعية المتنوعة.

ويرتكز هذا النوع من التوجيه على تحليل المعطيات الرقمية واستعمال أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد المسارات الأنسب لكل متعلم.

كما يركز على إبراز الجسور الممكنة بين الشعب، مثل الانتقال من مسار إلى آخر، أو متابعة الدراسة بعد الحصول على شهادة معينة. ويُعدّ هذا النوع من التوجيه أداة لتقليل الهدر المدرسي والجامعي وضمان انسجام المسار الدراسي مع تطلعات المتعلم وقدراته.

3. التوجيه المهني: مدخل ذكي إلى سوق الشغل
يختلف التوجيه المهني عن التربوي في كونه يركز على الاندماج في الحياة العملية من خلال التكوينات المهنية المتنوعة، التي تستند إلى التحليل الذكي لحاجيات سوق الشغل.

ويهدف إلى مساعدة الشباب على اختيار مسارات تكوينية مهنية تتلاءم مع حاجيات الاقتصاد الوطني والمجالات الواعدة، مثل الطاقات المتجددة، الذكاء الاصطناعي، الروبوتيك، المعلوميات، الأمن السيبراني، الصناعة الخضراء، والبيوتكنولوجيا.

كما يسعى التوجيه المهني إلى تطوير الكفاءات التقنية والسلوكية الضرورية للاندماج المهني والاستقرار الوظيفي.


4. ضرورة إلمام مستشار التوجيه التربوي بالمجالات المهنية والتكنولوجية
في ظل التقارب المتزايد بين التكوين الأكاديمي والتكوين المهني، أصبح من الضروري أن يمتلك مستشار التوجيه التربوي معرفة شاملة بالمهن والمجالات المهنية، على غرار المستشار في التكوين المهني.

فالمتعلم والطالب في المدرسة أو الجامعة يحتاجان إلى توجيه متكامل يأخذ بعين الاعتبار إمكانياتهما الدراسية وفرص التشغيل المستقبلية.

كما أن إلمام المستشار التربوي بالمهن والقطاعات الإنتاجية والتكنولوجية الجديدة (كالذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والطاقة المتجددة، والاقتصاد الأخضر...) يجعله قادرًا على تقديم توجيه واقعي وذكي وناجع، يواكب المتغيرات ويعزز فرص النجاح والاندماج.

5. مدن المهن والكفاءات: رؤية جديدة للتكوين المهني الذكي
عرف قطاع التكوين المهني بالمغرب تحولًا عميقًا مع إحداث مدن المهن والكفاءات، وهي مؤسسات جهوية حديثة تدمج التكوين، والابتكار، وريادة الأعمال.

وتوفر هذه المدن تكوينات متنوعة ترتبط مباشرة بحاجيات سوق الشغل في كل جهة، مما يعزز دور التوجيه المهني في توجيه الشباب نحو المهن المستقبلية الواعدة ذات الآفاق التشغيلية القوية.

كما يتيح هذا التحول فرصًا جديدة للتعاون بين المستشارين في التوجيه التربوي ومستشاري التكوين المهني، في إطار رؤية مندمجة وشاملة للتوجيه.

خاتمة
إن التكامل بين التوجيه التربوي والمهني يشكل شرطًا أساسيًا لضمان توجيه فعال، ذكي، ناجع، ومتكامل، يواكب التحولات السريعة في مجالات التعليم والتكوين وسوق الشغل.

ولذلك، فإن المستشار في التوجيه التربوي مطالب اليوم بتوسيع معارفه المهنية والتكنولوجية، والانفتاح على المستجدات التي يعرفها العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على البعد الإنساني في التواصل والمرافقة، لضمان توجيه واقعي ومبني على القيم والوعي والاختيار السليم.

توصيات
1. تطوير التكوين الأساسي والمستمر لمستشاري التوجيه التربوي ليشمل المعرفة بالمهن والتكوينات المهنية والتكنولوجية الحديثة.
2. تعزيز التنسيق بين مؤسسات التعليم والتكوين المهني لضمان تكامل الأدوار وتوحيد الرؤية.
3. إدماج التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في أنشطة التوجيه لتسهيل الولوج إلى المعلومة وتحليل معطيات المتعلمين.
4. تنمية القدرات المعرفية والشخصية للمتعلمين عبر برامج وورشات تفاعلية تعتمد على الروائز العلمية والتحليل الذاتي.
5. توسيع الشراكات الجهوية بين مؤسسات التعليم ومدن المهن والكفاءات لتقريب العروض التكوينية والمهنية من المتعلمين والطلبة
6. الانفتاح على المهن المستقبلية الواعدة مثل الطاقات المتجددة، الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، الاقتصاد الأخضر، والبيوتكنولوجيا.
محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي
نونبر 2025​
 
عودة
أعلى