Concours Commun UM6SS 2025-2026
ismagi

التوجيه التربوي والإرشاد الجامعي تنمية المهارات الحياتية والرقمية عصر الذكاء الاصطناعي

ab youssef

مشرف منتدى tawjihnet.net
طاقم الإدارة
مقال : التوجيه التربوي والإرشاد الجامعي والمصاحبة الجامعية:
نحو تنمية المهارات الحياتية والرقمية وبناء الشخصية في عصر الذكاء الاصطناعي
Orientation éducative, accompagnement universitaire et conseil : vers le développement des compétences de vie, numériques et communicationnelles à l'ère de l'intelligence artificielle
بقلم : محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي

التوجيه التربوي والإرشاد الجامعي والمصاحبة الجامعية.jpg

مقدمة
يشهد العالم اليوم تحولات عميقة ومتسارعة بفعل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، ما يفرض على الأنظمة التربوية والجامعية إعادة النظر في أدوارها ووظائفها. ولمواكبة هذه التحولات، أصبح من الضروري تطوير علاقة تكاملية بين التوجيه التربوي والإرشاد الجامعي والمصاحبة الجامعية، باعتبارها دعائم أساسية في تنمية المهارات الحياتية والرقمية والتواصلية، وبناء الشخصية المتكاملة، وتوجيه المتعلمين والطلبة نحو مشروع حياة ذكي ومندمج يربط بين الرغبة الفردية ومتطلبات سوق الشغل في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي.

أولا: التوجيه التربوي كمدخل لبناء الشخصية وتنمية المهارات
يُعتبر التوجيه التربوي ركيزة مركزية في بناء مسار المتعلم، إذ يهدف إلى تمكينه من معرفة ذاته، واستكشاف قدراته وميولاته، وتنمية مهاراته الحياتية والاجتماعية. فالتوجيه لم يعد يقتصر على الاختيار الدراسي أو المهني، بل أصبح عملية تربوية مستمرة تُواكب الفرد في مختلف مراحل نموه.

ويعتمد التوجيه الذكي على توظيف أدوات التحليل الرقمي والذكاء الاصطناعي لتقديم إرشاد شخصي ودقيق يراعي قدرات المتعلم وطموحاته وسياقه السوسيو-اقتصادي، مما يساعده على اتخاذ قرارات واقعية وواعية في مساره الدراسي والمهني.

ثانيا: الإرشاد الجامعي والمصاحبة الجامعية في خدمة الطالب الجامعي
أصبحت الجامعات الحديثة تعتمد على فرق المصاحبة الجامعية في دعم الطلبة طيلة مسارهم الأكاديمي، لضمان اندماجهم النفسي والاجتماعي والدراسي. فالإرشاد الجامعي والمصاحبة لا يقتصران على التوجيه الأكاديمي، بل يشملان المرافقة في تنمية المهارات التواصلية والتنظيمية والرقمية التي تساعد الطلبة على النجاح داخل الجامعة وخارجها.

ويضطلع مستشارو التوجيه التربوي وفرق المصاحبة الجامعية بدور أساسي في تمكين الطلبة من أدوات اتخاذ القرار، وتحفيزهم على التعلم الذاتي، والتكيف مع التحولات الرقمية والمهنية، مما يجعلهم أكثر استعدادا للاندماج في سوق الشغل.

ثالثا: تنمية المهارات الحياتية والرقمية والتواصلية كجسر للاندماج المهني
في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، أضحى النجاح المهني مرهونا بامتلاك مهارات القرن الحادي والعشرين، وعلى رأسها التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتواصل الفعّال، والتعلم المستمر، والقدرة على توظيف التكنولوجيا بذكاء.

ويساهم كل من التوجيه التربوي والمصاحبة الجامعية في إعداد المتعلمين والطلبة لاكتساب هذه الكفاءات، عبر أنشطة تكوينية وتوجيهية وتطبيقية تُمكّنهم من الانفتاح على متطلبات سوق الشغل الذي يشهد تحولات سريعة، ويطالب بكفاءات متعددة التخصصات.

رابعا: البرامج والمناهج في خدمة مشروع الحياة المتكامل
أصبح من الضروري اليوم إعادة هيكلة البرامج والمناهج الدراسية لتستجيب لمتطلبات التحول الرقمي، عبر دمج مهارات الحياة والعمل الرقمي ضمن المقررات، وتشجيع التعلم القائم على المشاريع والممارسة الميدانية.

فالتوجيه الذكي والمصاحبة الفعالة يجدان في المناهج التفاعلية بيئة خصبة لتطوير مشروع حياة متكامل، يقوم على المواءمة بين الرغبة الشخصية والكفاءة الذاتية من جهة، وبين الفرص المتاحة في سوق الشغل من جهة أخرى.

خامسا: التوجيه الذكي نحو مشروع حياة مهني مندمج
يمثل التوجيه الذكي اليوم نقلة نوعية في الممارسة التربوية، إذ يعتمد على استثمار الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والتنبؤ بالمسارات الممكنة لكل متعلم، لتقديم توجيه متكامل يجمع بين الرغبة والقدرة والفرصة.

إنه توجيه يقوم على التخصيص والمواكبة المستمرة، ويسعى إلى جعل كل متعلم أو طالب قادراً على بناء مشروعه المهني والحياتي في انسجام مع ذاته ومحيطه الاقتصادي والاجتماعي، استعدادا لاندماج ناجح في عالم العمل المتغير.

خاتمة
إن التكامل بين التوجيه التربوي والإرشاد الجامعي والمصاحبة الجامعية يمثل مدخلاً أساسياً لبناء منظومة تعليمية حديثة قادرة على إعداد جيل رقمي مبدع، يمتلك كفاءات حياتية وتواصلية ومهنية تؤهله للاندماج الإيجابي في سوق الشغل.

فالتوجيه الذكي لم يعد مجرد خدمة، بل هو مشروع تنموي شامل يربط بين المدرسة والجامعة وسوق العمل، ويجعل من كل متعلم فاعلاً في بناء مستقبله ومجتمعه في زمن الذكاء الاصطناعي.

توصيات
1. تطوير كفايات مستشاري التوجيه التربوي وفرق المصاحبة الجامعية في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
2. إدماج وحدات للتوجيه والمصاحبة الذكية في جميع المراحل الدراسية والجامعية.
3. إحداث منصات رقمية وطنية للتوجيه الذكي تُتيح تتبع المسارات التعليمية والمهنية للمتعلمين والطلبة.
4. تعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية وسوق الشغل لتسهيل الانتقال نحو الاندماج المهني.
5. تنمية المهارات الحياتية والرقمية والتواصلية من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية الموجهة نحو التطبيق العملي.
6. اعتماد مقاربة مشروع الحياة الذكي كإطار مرجعي لتوجيه المتعلمين نحو مهن تتلاءم مع ميولاتهم وقدراتهم ومتطلبات السوق.
محمد بكنزيز - مفتش في التوجيه التربوي​
 
عودة
أعلى